الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقال ابن عباس بأمر الله. وقال عطاء: بمشيئة الله: {ويجعل} الله: {الرجس} أي: العذاب والخذلان فإنه سببه. وقرأ شعبة وحده بالنون: {على الذين لا يعقلون} أي: لا يتدبرون في آيات الله تعالى، فينتفعوا بها وهم يدعون أنهم أعقل الناس ويتساقطون في مساوئ الأخلاق وهم يدعون أنهم أبعد الناس عنها، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. ولما بين الله تعالى في الآيات السابقة أنّ الإيمان لا يحصل إلا بتخليق الله تعالى ومشيئته أمر بالنظر والاستدلال في الدلائل بقوله تعالى: {قل انظروا} أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يسألونك الآيات: {ماذا} أي: الذي: {في السموات والأرض} من الآيات وواضح الدلالات من عجائب صنعه ليدلكم على وحدته وكمال قدرته، ففي العالم العلوي الشمس والقمر وهما دليلان على الليل والنهار والنجوم وحركات الأفلاك ومقاديرها وأوضاعها، والكواكب وما يختص بذلك من المنافع، وفي العالم السفلي الجبال والبحار والمعادن والنبات والحيوان، وأخصها حال الإنسان. كل ذلك من الآيات الدالة على وحدانية الله تعالى، وانه خالقها، كما قال القائل:
وقرأ عاصم وحمزة في الوصل بكسر اللام والباقون بضمها، وأمّا الهمزة من انظروا فكل القراء يبتدؤون بالضم: {وما تغني الآيات} أي: وإن كانت في غاية الوضوح: {والنذر} جمع نذير، أي: الرسل: {عن قوم لا يؤمنون} في علم الله تعالى وحكمه.تنبيه: قال النحويون: ما هنا تحتمل وجهين الأوّل: أن تكون نفيًا بمعنى أنّ هذه الآيات والنذر لا تفيد الفائدة في حق من حكم الله تعالى عليه بأنه لا يؤمن كقولك: لا يغني عنك المال إذا لم تنفق. والثاني: أن تكون استفهامًا كقولك، أي: شيء يغني عنهم، وهو استفهام بمعنى الإنكار.{فهل} أي: ما: {ينتظرون} أي: أهل مكة بتكذيبك: {إلا} أيامًا، أي: وقائع: {مثل أيام} أي: وقائع: {الذين خلوا من قبلهم} أي: من مكذبي الأمم كالقبط وقوم نوح وما انطوى بينهما من الأمم، أي: مثل وقائعهم من العذاب: {قل} أي: قل لهم يا محمد: {فانتظروا} أي: العذاب: {إني معكم من المنتظرين} أي: لنزول العذاب بكم. وقوله تعالى: {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا} عطف على محذوف، دل عليه قوله تعالى: {إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم} كأنه قيل: لنهلك الأمم ثم ننجي رسلنا ومن آمن بهم على حكاية الأحوال الماضية. وقرأ أبو عمرو وحده بسكون السين: {كذلك} أي: كما نجينا رسلنا والذين آمنوا معهم من الهلاك: {حقًا علينا ننج المؤمنين} أي: ننجيك يا محمد ومن آمن معك وصدّقك من الهلاك والعذاب. فإن قيل: قوله تعالى: {حقًا} يقتضي الوجوب والله تعالى لا يجب عليه شيء. أجيب: بأنَّ ذلك حق بحسب الوعد والحكم لا أنه حق بحسب الاستحقاق. لما ثبت أنّ العبد لا يستحق على خالقه شيئًا وهو اعتراض بين المشبه والمشبه به ونصب بفعله المقدّر، وقيل بدل من ذلك. وقرأ حفص والكسائي بسكون النون الثانية والباقون بفتحها. وأمّا الوقف عليها فجميع القراء يقفون على الجيم؛ لأنها مرسومة في المصحف بالجيم بلا ياء، فهي في القرآن وقفًا ووصلًا بلا ياء لجميع القراء. ولما ذكر تعالى الدلائل على أقصى الغايات وأبلغ النهايات أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإظهار دينه فقال: {قل} يا محمد: {يا أيها الناس} أي: الذين أرسلت إليهم فشكوا في أمرك ولم يؤمنوا بك: {إن كنتم في شك من ديني} أي: الذي أدعوكم إليه أنه حق وأصررتم على ذلك وعبدتم الأصنام التي لا تضرّ ولا تنفع: {فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله} أي: غيره وهو الأصنام التي لا قدرة لها على شيء: {ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم} بقبض أرواحكم التي لا شيء عندكم يعدلها، فإنه الذي يستحق العبادة، وإنما خص الله تعالى هذه الصفة للتهديد. وقيل: إنهم لما استعجلوا بطلب العذاب أجابهم بقوله: ولكن أعبد الله الذي هو قادر على إهلاككم ونصري عليكم: {وأمرت أن} أي: بأن: {أكون من المؤمنين} أي: المصدّقين بما جاء من عند الله. وقيل: إنه لما ذكر العبادة وهي من أعمال الجوارح أتبعها بذكر الإيمان لأنه من أعمال القلوب. فإن قيل: كيف قال في شك وهم كفار يعتقدون بطلان ما جاء به؟أجيب: بأنه كان فيهم شاكون أو أنهم لما رأوا الآيات اضطربوا وشكوا في أمره صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى: {وأن أقم وجهك للدين} عطف على أن أكون، غير أن صلة أن محكية بصيغة الأمر ولا فرق بينهما في الغرض؛ لأنّ المقصود وصلها بما تضمن معنى المصدر ليدل معه عليه، وصيغ الأفعال كلها كذلك سواء الخبر منها والطلب، والمعنى: وأمرت بالاستقامة في الدين والاستعداد فيه بأداء الفرائض والانتهاء عن القبائح، أو في الصلاة باستقبال القبلة وقوله: {حنيفًا} حال من فاعل أقم أو من الدين أو من الوجه، ومعناه: مائلًا مع الدين غير معوج عنه إلى دين آخر وقوله تعالى: {ولا تكونن من المشركين} أي: ممن يشرك بالله في عبادته غيره فتهلك، خطابًا للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد أمّته، أي: ولا تكونن أيها الإنسان وكذا قوله تعالى: {ولا تدع} أي: تعبد: {من دون الله} أي: غيره: {ما لا ينفعك} أي: إن عبدته: {ولا يضرّك} إن لم تعبده: {فإن فعلت} ذلك: {فإنك إذًا من الظالمين} لنفسك؛ لأنك وضعت العبادة في غير موضعها، والظلم: وضع الشيء في غير محله، فإذا كان ما سوى الحق معزولًا عن التصرّف كان إضافة التصرّف إلى ما سوى الحق وضعًا للشيء في غير موضعه فيكون ظلمًا.ولما ذكر الله تعالى الأوثان وبيّن أنها لا تقدر على ضرّ ولا نفع بيّن تعالى أنه هو القادر على كل شيء وأنه ذو الجود والكرم والرحمة بقوله تعالى: {وإن يمسسك} أي: يصبك: {الله بضرَ} كفقر ومرض: {فلا كاشف} أي: لا دافع: {له إلا هو} لأنه الذي أنزله بك: {وإن يردك بخير} كرخاء وصحة: {فلا رادّ} أي: دافع: {لفضله} أي: الذي أرادك به: {يصيب به} أي: بالخير: {من يشاء من عباده وهو الغفور} أي: البليغ الستر للذنوب: {الرحيم} أي: البالغ في الإكرام. وقرأ أبو عمرو وقالون والكسائي بسكون الهاء، والباقون بالضم، فرجح سبحانه وتعالى جانب الخير على جانب الشر من ثلاثة أوجه: الأوّل: أنه تعالى لما ذكر إمساس الضر بين أنه لا كاشف له إلا هو، وذلك يدل على أنه تعالى يزيل المضار؛ لأنّ الاستثناء من النفي إثبات، ولما ذكر الخير لم يقل بأنه يدفعه بل قال: إنه لا راد لفضله، وذلك يدل على أنّ الخير مطلوب بالذات وأنّ الشر مطلوب بالعرض كما قال صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى أنه قال: «سبقت رحمتي غضبي». الثاني: أنه سبحانه وتعالى قال في صفة الخير يصيب به من يشاء من عباده، وذلك يدل على أن جانب الخير أقوى وأغلب. الثالث: أنه تعالى قال: {وهو الغفور الرحيم} وهذا أيضًا يدل على قوّة جانب الرحمة. وحاصل الكلام في هذه الآية: أنه سبحانه وتعالى بيّن أنه منفرد بالخلق والإيجاد والتكوين والإبداع وأنه لا موجد سواه ولا معبود إلا إياه، وأنّ جميع الممكنات مسندة إليه وجميع الكائنات محتاجة (إليه)، فالأيدي مرفوعة إليه، والحاجات منتهية إليه، والعقول والهة فيه، والرحمة والجود فائض منه. ولما قرر تعالى الدلائل المذكورة في التوحيد والنبوّة والمعاد، وزين أمر هذه السورة بهذه البيانات الدالة على كونه تعالى مبتدئًا بالخلق والإبداع والتكوين والاختراع ختمها بهذه الخاتمة الشريفة العالية لئلا يبقى لأحدٍ عذر بقوله تعالى: {قل} يا محمد: {يا أيها الناس} أي: الذين أرسلت إليهم: {قد جاءكم الحق من ربكم} هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق من الله تعالى والقرآن فلم يبق لكم عذر: {فمن اهتدى} أي: آمن بالنبيّ صلى الله عليه وسلم وعمل بما في الكتاب: {فإنما يهتدي لنفسه} لأنه اتبع الحق الثابت وترك الباطل الزائل، فأنقذ نفسه من النار وأوجب لها الجنة فثواب اهتدائه له: {ومن ضلّ} أي: كفر بها أو بشيء منها: {فإنما يضل عليها} أي: على نفسه؛ لأنّ وبال ضلاله عليها؛ لأنّ من ترك الباقي وتمسك بما ليس في يده منه شيء فقد غر نفسه. ثم قال صلى الله عليه وسلم: {وما أنا عليكم بوكيل} أي: حفيظ، أي: موكول إليّ أمركم وإنما أنا بشير ونذير. قال ابن عباس: وهذه الآية منسوخة بآية السيف. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واتبع} يا محمد: {ما يوحى إليك} بالامتثال والتبليغ: {واصبر} أي: على دعوتهم وتحمل أذيتهم: {حتى يحكم الله} أي: بنصرك عليهم وإظهار دينك أو بالأمر بالقتال: {وهو خير الحاكمين} إذ لا يمكن الخطأ في حكمه تعالى لاطلاعه على السرائر كاطلاعه على الظواهر، فحكم بقتل المشركين والجزية على أهل الكتاب يعطونها عن يد وهم صاغرون. وأنشد بعضهم في الصبر: وروي أنّ أبا قتادة تخلف عن تلقي معاوية حين قدم المدينة، وقد تلقته الأنصار، ثم دخل المدينة فقال له: ما لك لم تتلقنا؟ قال: لم يكن عندنا دواب. قال: فأين النواضح؟ قال: قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر. وقد قال صلى الله عليه وسلم «يا معشر الأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة». قال معاوية: فماذا قال؟ قال: «فاصبروا حتى تلقوني» قال: فاصبر. قال: إذًا نصبر. فقال عبد الرحمن بن حسان: وقول البيضاوي تبعًا للزمخشري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة يونس أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق يونس وكذب به وبعدد من غرق مع فرعون» حديث موضوع. اهـ. .قال الشوكاني في الآيات السابقة: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)}قوله: {قُلِ انظروا مَاذَا في السموات والأرض}: لما بين سبحانه أن الإيمان لا يحصل إلا بمشيئة الله، أمر بالنظر والاستدلال بالدلائل السماوية والأرضية، والمراد بالنظر: التفكر والاعتبار، أي قل يا محمد للكفار: تفكروا واعتبروا بما في السموات والأرض من المصنوعات الدالة على الصانع ووحدته، وكمال قدرته.و: {ماذا} مبتدأ، وخبره: {في السموات والأرض}.أو المبتدأ {ما}، و{ذا} بمعنى الذي، و: {في السموات والأرض} صلته، والموصول وصلته خبر المبتدأ، أي: أيّ شيء الذي في السموات والأرض، وعلى التقديرين فالجملة في محل نصب بالفعل الذي قبلها.ثم ذكر سبحانه أن التفكر والتدبر في هذه الدلائل لا ينفع في حق من استحكمت شقاوته، فقال: {وَمَا تُغْنِى الآيات والنذر} أي: ما تنفع على أن ما نافية، ويجوز أن تكون استفهامية: أي: أيّ شيء ينفع، والآيات هي التي عبر عنها بقوله: {مَاذَا في السموات والأرض} والنذر: جمع نذير، وهم: الرسل أو جمع إنذار، وهو المصدر: {عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} في علم الله سبحانه؛ والمعنى: أن من كان هكذا لا يجدى فيه شيء، ولا يدفعه عن الكفر دافع.قوله: {فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ} أي: فهل ينتظر هؤلاء الكفار المعاصرون لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا مثل وقائع الله سبحانه بالكفار الذين خلوا من قبل هؤلاء، فقد كان الأنبياء المتقدّمون يتوعدون كفار زمانهم بأيام مشتملة على أنواع العذاب، وهم يكذبونهم ويصممون على الكفر، حتى ينزل الله عليهم عذابه، ويحلّ بهم انتقامه، ثم قال: {قُلْ} يا محمد لهؤلاء الكفار المعاصرين لك: {فانتظروا} أي: تربصوا لوعد ربكم، إني معكم من المتربصين لوعد ربي، وفي هذا تهديد شديد، ووعيد بالغ بأنه سينزل بهؤلاء ما نزل بأولئك من الإهلاك، وثم في قوله: {ثُمَّ نُنَجّى رُسُلَنَا} للعطف على مقدّر يدلّ عليه ما قبله، كأنه قيل أهلكنا الأمم ثم نجينا رسلنا المرسلين إليهم.وقرأ يعقوب ثم {ننجى} مخففًا.وقرأ كذلك أيضًا في: {حَقّا عَلَيْنَا نُنجِ المؤمنين}.وروي كذلك عن الكسائي وحفص في الثانية.وقرأ الباقون بالتشديد، وهما لغتان فصيحتان: أنجى ينجى إنجاء، ونجى ينجى تنجية بمعنى واحد: {والذين ءامَنُواْ} معطوف على رسلنا: أي: نجيناهم ونجينا الذين آمنوا، والتعبير بلفظ الفعل المستقبل لاستحضار صورة الحال الماضية تهويلًا لأمرها: {كَذَلِكَ حَقّا عَلَيْنَا} أي: حق ذلك علينا حقًا، أو إنجاء مثل ذلك الانجاء حقًا: {نُنجِ المؤمنين} من عذابنا للكفار، والمراد بالمؤمنين: الجنس، فيدخل في ذلك الرسل وأتباعهم، أو يكون خاصًا بالمؤمنين، وهم أتباع الرسل؛ لأن الرسل داخلون في ذلك بالأولى.قوله: {قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الناس إِن كُنتُمْ في شَكّ مّن دِينِى} أمر سبحانه رسوله بأن يظهر التباين بين طريقته وطريقة المشركين، مخاطبًا لجميع الناس، أو للكفار منهم، أو لأهل مكة على الخصوص بقوله: {إن كنتم في شك من ديني} الذي أنا عليه، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، ولم تعلموا بحقيقته ولا عرفتم صحته، وأنه الدين الحق الذي لا دين غيره، فاعلموا أني بريء من أديانكم التي أنتم عليها: {فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} في حال من الأحوال: {ولكن أَعْبُدُ الله الذي يَتَوَفَّاكُمْ} أي أخصه بالعبادة، لا أعبد غيره من معبوداتكم من الأصنام وغيرها، وخصّ صفة المتوفى من بين الصفات لما في ذلك من التهديد لهم: أي: أعبد الله الذي يتوفاكم فيفعل بكم ما يفعل من العذاب الشديد، ولكونه يدل على الخلق أوّلًا، وعلى الإعادة ثانيًا، ولكونه أشدّ الأحوال مهابة في القلوب، ولكونه قد تقدّم ذكر الإهلاك، والوقائع النازلة بالكفار من الأمم السابقة، فكأنه قال: أعبد الله الذي وعدني بإهلاككم.ولما ذكر أنه لا يعبد إلا الله، بين أنه مأمور بالإيمان فقال: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين} أي: بأن أكون من جنس من آمن بالله، وأخلص له الدين.وجملة: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ} معطوفة على جملة: {أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين} ولا يمنع من ذلك كون المعطوف بصيغة الأمر؛ لأن المقصود من {أن} الدلالة على المصدر، وذلك لا يختلف بالخبرية والإنشائية، أو يكون المعطوف عليه في معنى الإنشاء؛ كأنه قيل: كن مؤمنًا ثم أقم؛ والمعنى: أن الله سبحانه أمره بالاستقامة في الدين والثبات فيه، وعدم التزلزل عنه بحال من الأحوال.
|